الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

جددنا العهد ..




كنت في الثانية عشر من عمري حينما قرر والدي ان يسافر بنا الى الجنوب و لأول مرة ، هكذا من غير سابق تخطيط
وكانت تلك اجمل سفرة لي و لم تمحى من ذاكرتي .. عقبات تتبع عقبات اكثر خطور ونحن وقتها اشد خوفا
من الطائف الى ابها مضينا فيها كم يوم ثم اتجهنا الى نجران ، حب أبي لتلك المنطقة وتذكره للحظات التي عاشها مع والديه فيها
لم يزل ، في كل مرة نسافر فيها الى ابها في سنواتنا هذه و بعد ان كبرنا لازال ابي يصر ان يزور نجران لكن لاننا لم نعد كالسابق
نتحمل مسافة الطريق فقد كنا نمكث في ابها ونعود الى ديارنا دون ان نزور تلك المدينة الجميلة ..
في تلك السفرة التي مضى على مرورها اكثر من 12 سنة ما زلنا نلمح تفاصيلها في ذاكرتنا ،، ذاك العرس الذي كان قريبا من الشارع و طلق النار الذي يعتبرونه اهل الفرح دلالة على فرحهم و استمتاعهم بتلك اللحظات ، و اهازيجهم و زيهم الجميل ،، وقفنا في تلك اللحظة نتأمل المشهد " كان نفسنا يعزمونا على الاقل حتى يعني نتعرف على ثقافتهم " مع نفسي جدا ..
أخذنا ابي في اليوم الثاني من اقامتنا الى منطقته القديمة التي سكن فيها بيوت من الطين ، و نخيل و اناس جميلين
اخر فقرة من هذا كله واجملها هي لمن ابويا اخذنا الى جيرانهم القدامى و زرناهم و اكرممونا وقاموا بالواجب وزيادة
طبعا وقتها كنت انا الدادة حقت اختي اللي حاليا هيا ب ثاني ثانوي ... و كنت احملها حملة الطيبين على خصري و كسرتو ليا
ربنا يكتب اجرنا ...
و الان بعد كل تلك السنوات سافرنا الى ابها البهية هذه السنة .. و صاحبة البيت التي كانت جارة لجدتي في نجران و كانو اخوات اكثر من كونهم جارات و صديقات .. استقبلتنا في بيتها بعدما نقلو هم من نجران الى ابها ..
شعور غريب حقا ، انك تقابل نفس الاشخاص في زمان و مكان مختلفين ، ما نتذكر اشكالهم و هما كذلك ، لكنهم يتذكرو زيارتنا لهم
اخلاقهم و كرمهم لا مثيل له ،
( احيانا تقابل اشخاص حتى لو كانو لطيفين لكن انت ابدا مو مرتاح او يكون عندك احساس بعدم القبول او احساس انك ثقيل على هولاء الاشخاص و غير مرحب بك )،،  اللي حصل معانا عند هولاء الاشخاص نقيض ذلك تماما ، كرم الضيافة و حسن الاستقبال و بشاشة الوجه و جمال الترحيب ...
اخذ الوقت يتسارع و يمضي سريعا
زرناهم وكان وقتها هي اخر ليلة لنا في ابها ، وداعية وكان ينتظرنا طريق سفر طويل و خصوصا اننا حنودع البرد و الاجواء الجميلة متجهين الى ديارنا لجو الرطوبة و الحر ، و لكم ان تتخيلو نفسيتنا حينها ،، مع ذلك كله عند زيارتنا لهم انتابنا  شعور عظيم
جميعنا بلا استثناء انبسطنا معاهم و تبدلت نفسيتنا و ندمنا اننا ما زرناهم في وقت لم نكن مستعجلين فيه ..
كمية راحة عجيبة انتابتني وقتها و كانهم اهلنا و هم فعلا حبايبنا .. الحمد لله على نعمة وجود ناس لطيفين في هذا الكوكب ..
اتصلت احدى فتيات صاحبة المنزل المبارك لتقول لعمتي ، بأن امي جددت العهد ..


 ( اما انا بكل المشاعر اللي انتابتني لمن قابلت البنات بعد كل هالسنين ، وبحكم كما يقولو اخواني عنني بأنني نفسية ، اخذت افكر بنفسي و كيف انا تغيرت كنت طفلة والان انا شابة ، ايش اللي تغير فيني ،، يا ترى كل هالسنوات اللي مرت ايش صار لي فيها
متخيلين عمر مر بي بأحداث كثيرة ، بمواقف عديدة حلوة و مرة ، يا ترى شخصيتي تبدلت ، للاحسن ام للاسوء
ام كما انا فقط اللي تغير الرقم من العشرة الى العشرين ،، هذا بحد ذاته مخيف ) ..
ليش اكتب هالشيء هنا ، رغم المفروض يكون بيني و بين نفسي لا أحد يقراه ،، امم اساسا لا اعتقد بأن هناك من يقرا مدونتي
لكن دائما كنت اقول مدونتي هذه لي و لذاتي احدث نفسي فيها قبل اي احد ، نعم اخاف اخاف انو احد من عائلتي يقرأني
لكن انا استمتع عندما اقرا ما سبق مما كتبت .. و كنت اقول انو ممكن اكثر اللي احب  يقراو هذه التدوينات هما أطفالي مستقبلا  ان شاء الله ..


^
ما اكون سمآ اذا ما شربكت الامور ببعضها ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق